" يسقط شقيا" المنجز الشعري الصادر حديثا عن مطبعة انفو برانت بفاس ، للشاعر المغربي محمد اللغافي يحتفي بالسقوط في بئر الأسئلة العميقة للوجود الإنساني إلا أن هذا السقوط يتسم بولادة قيسرية ، ولادة شاعر من خلال ما يخطه من قصائد مغرقة في " الأنا " ، عبر استحضار نصوص سيرية كتبت في فترات متقاربة ، وفي أمكنة محددة خصوصا تلك التي كتبت في منطقة سيدي مومن ،
إن الشاعر محمد اللغافي يخلق لنفسه عالما في عوالم متماهية مع الذات الشاعرة ، المتشظية ، القلقة ، فهو يناقش قيم الشعر الأثيرة: المرأة/ الواقع/ الحب/ الحلم / الحلم الإستهامي ....بلغة شعرية شفافة وبسيطة تعكس روح الشاعر وهمومه الوجودية ، ولاشك أن الشاعر محمد اللغافي يروم التأكيد على جوهر الإنسان ، الحامل للمرآة نكاية في هذا الواقع المتشظي المرتكن أساسا إلى عوالم تمتح من المتخيل والواقعي والأسطوري ، وبتتبع النسق الشعري الذي خطه الشاعر يتضح جليا الممراهنة على الذات ، والتي أخذت تلوينات استعارية واجراءات بلاغية تروم تأسيس خطاب شعري ،شفاف لكن مسالكه غير آمنة تحتاج إلى خبرة متسلق وتأمل حكيم ، حتى نتمكن من فك طلاسمه وشفراته ، والوقوف عند أهم تمظهراته وإشاراته ....
إننا هنا ، في هذه الورقة لانروم تأويل كل هذه الإشارات ، بل فقط أن نرسم عالما يتسع لعوالم الشاعر المبدع محمد اللغافي.. ولنا عودة بالتفصيل إلى هذا المنجز الشعري في أوراق قادمة.